لا شک ان وثیقة المثقفین السعودیین الذین تجاوزوا ال200 هی رد فکری وسیاسی واعی على تلک الفتاوى التی صدرت من بعض العلماء الذین ما زالوا یعیشون فی اجواء القرون الماضیة على اعتبار مسألة الخضوع والخنوع للحاکم والبقاء على الامر والاقرار به بذرائع شرعیة حقیقة لا کتاب الله ولا سنة رسول الله یقبل بها

*کیف تقرأ مع تقدم علیه السلطات البحرانیة من قتل وجرائم  بحق شعبها وکیف تصف الخطوة الغیر مسبوقة للجیش السعودی والاماراتی بالدخول الى البحرین والمشارکة فی اعمال القمع؟
-ان حریة التعبیر والمطالب بالحقوق السیاسیة والاجتماعیة والمدنیة للمواطنین فی ای قطر من الاقطار العربیة والاسلامیة لهو حق کرسته الشریعة الاسلامیة وقررة القانون الدولی وحقوق الانسان ولذلک فان الحراک السیاسی الذی حصل فی تونس وبعده فی مصر والیوم فی الیمن وعمان ولیبیا والبحرین لهو تعبیر طبیعی عن حق لشعب یطالب بالحقوق التی یعتبرها حقا مکتیبا له وبالخصوص الحراک الذی تشهده البحرین منذ حوالی الاسبوعین ودخل الیوم فی تطور جدید وهو دخول المئات من الجنود العرب من السعودیة والامارات الى ساحة مملکة البحرین وهذا التدخل فی قضایا البحرین وفی الواقع البحرانی یعقد الازمة البحرانیة وینقلها من مرحلة الى مرحلة ولعل تداعیات الساعات الاربع وعشرین الماضیة والنتائج الدمویة التی افرزها هذا التدخل العربی متمثلا بقوات المملکة العربیة وقوات الامارات نقل هذا الحدث البحرانی البحث من حدث محلی الى ان یصبح حدثا خلیجیا اودى بحیاة العشرات من القتلى والجرحى من شهداء شباب البحرین واطفاله وهذا ما نعتبره حقیقة ینقل الواقع العربی من ان یکون واقعا محلیا بحتا الى ان یصبح واقعا اقلیمیا متعدد الاطراف وهذا ما لا ینبغی ان تتجلى احداثه کما حصلت ومن هنا نقول ان الغطاء الامیرکی لهذا التدخل السعودی الاماراتی ما هو الا دفع لمزید بالساحة البحرانیة من التأزم والاحتقان الداخلی مما یجعل الساحة البحرانیة ساحة احتکاک اقلیمی ثم ینعکس على واقعنا العربی والاسلامی ومن هنا نحن نتوجه الى القادة السیاسیین فی مملکة البحرین بان یعوا مسؤولیاتهم وان یتحملوا مسؤولیاتهم التاریخیة باعتبارهم مسؤولین عن دولتهم وشعبهم وعن امنه واستقراره وان یبادروا الى معالجة هذا الواقع المازوم بکثیر من الحکمة والرشد کی لا تدخل البحرین او ان تصبح منفذا لتدخلات اجنبیة ودولیة ولذلک نحن نعتبر ان الغطاء الامیرکی هو دفع بالساحة الخلیجیة الى مزید من التعقید والى مزید من التأزم وعلى المسؤولین البحرانیین وفی مقدمتهم الملک ان یتنبهوا من الشرک الامیرکی الذی یرید ان یوقع البلاد به سواء من خلال اثارة الفتنة المذهبیة السنیة الشیعیة او من خلال الایغال بسفک الدماء حتى یصل هذا البلد کما وصلت الیه لیبیا او کما یحصل فی الیمن علیهم ان یتنبهوا من المؤامرة الامیرکیة وان یتعظوا مما حصل ممن سبقهم من رئیسی تونس ومصر حیث  لم تنفعهم الادارة الامیرکیة على الرغم مما قدموه وکانوا الاداة الطیعة فی ید هذه الادارة التی لم تنجهم من غضب الشعب وثورته.

*تحدثت عن المؤامرة الامیرکیة فکیف ترى هذا الغطاء للتدخل السعودی والاماراتی الذی جاء بعد ساعات على زیارة غیتس للبحرین واعتباره الدخول الى المملکة لیس تدخلا ولا غزوا؟
-لیس المهم ان ترى امیرکا التدخل السعودی الاماراتی لیس غزوا او تدخلا فی شؤون البحرین ولکن المهم کیف یرى المواطن البحرانی هذا التدخل السعودی الاماراتی فالمواطن البحرانی باستطاعته وبحواره وکقوى سیاسیة مع المسؤولین السیاسیین فی مملکة البحرین ان یعالج وان یصل الى ما یطرحه من حقوق ومن قضایا ومن مطالب محقة نحن نعتبرها محقة ومحاولة اسقاط حقوق الاخوة البحرانیین داخل الاحتقان المذهبی او ادخال هذه الحقوق بالاحتقان المذهبی انا اعتبره محاولة لاختزال هذه الحقوق ولذلک اقول ان الادارة الامیرکیة بعد المتغیرات التی حصلت فی العدید من الدول العربیة من تونس الى مصر ابلى الیمن ولیبیا هذه الادارة حقیقة ترید جذب انظار الامة العربیة والاسلامیة من تحقین عملیة التغییر فی المنطقی العربیة بما یعود بالمنفعة العامة للمواطن العربی کفرد وکمجتمع الى ان یتحول الى صراع مذهبی سنی-شیعی تستطیع من خلاله الادارة الامیرکیة صرف انظار الامة العربیة والمجتمعات والنخبة العربیة والمثقفین العرب من ان یکون حوارهم حوارا قومیا عربیا وطنیا الى ان یصبح حوارا مذهبیا تدخل من خلاله الادارة الامیرکیة الى العدید من المناطق ذات التعدد المذهبی لتحدث هذا التأزم وبالتالی تنقل المنطقة من عملیة نقیة سلیمة واعیة راشدة الى عملیة متأزمة مضطربة تدخل فیها الصراع المذهبی والاحتقان المذهبی بین المسلمین السنة والشیعة ومن هنا نحن نؤکد ان حق المواطن العربی سواء کان سنیا ام شیعیا ام مسیحیا او ای مذهب من المذاهب هو مواطن له حقوق وله مطالب اسوة باخوانهم المواطنین فی ای بلد عربی وفی ای قطر عربی.

*التدخل السعودی فی البحرین هل هو محاولة لتفادی وصول الحراک والثورة الى داخل المملکة السعودیة ومحاولة لایجاد سد فیم کون البحرین یقع على تماس مع السعودیة؟
-لا شک ان وثیقة المثقفین السعودیین الذین تجاوزوا ال200 هی رد فکری وسیاسی واعی على تلک الفتاوى التی صدرت من بعض العلماء الذین ما زالوا یعیشون فی اجواء القرون الماضیة على اعتبار مسألة الخضوع والخنوع للحاکم والبقاء على الامر والاقرار به بذرائع شرعیة حقیقة لا کتاب الله ولا سنة رسول الله یقبل بها ولذلک حکومة المملکة السعودیة بهذا الاداء انما ترید صرف انظار المجتمع السعودی بکل فئاته وشرائحه من ان یکون مطالبا بحقوقه وبماله من قضایا فی رقبة المسؤولین السعودیین والقبول بالهبات التی قدمت فی المرحلة الماضیة وهکذا تنتهی الحقوق والمطالب على انها کأن المواطن فقط یبحث عن لقمة خبز او لقمة طعام فاذا وفرت له ذلک انتهت القضیة ولذلک کما یقال لیس بالخبز وحده یحیا الانسان وخاصة فی هذه الظروف المنفتحة على مستوى العالم من خلال شبکات الاتصال والفضائیات ووسائل الانترنت المعاصرة لم یعد الانسان یعیش قضیة لقمة عیشه وخبزه بل اصبح یعیش کرامته وحقه کانسان وکمواطن مقیم على ارضه له حق بالتعبیر وله حق بالمطالبة والمحاسبة للحاکم والمسائلة وله الحق ان یقول للحاکم انت اخطأت هنا وارتکبت هذا الخطأ هناک واذا احسن الحاکم تقول له احسنت ولکن الواقع العربی امامه متغیرات یراد صرفه عن ان یکون واقعا تغییرا لیکون واقعا قابلا بالواقع الحالی الذی یراد الاستمرار على اساسه.

کد خبر 138791

خدمات گردشگری

نظر شما

شما در حال پاسخ به نظر «» هستید.
6 + 8 =